📁 آخر الأخبار

المحفظة الاستثمارية: ما هي وكيف تبدأ الاستثمار بها من الصفر؟

 المال الذي نحتفظ به في حساباتنا البنكية يفقد شيئًا من قيمته مع مرور الوقت، لذلك يبحث كثيرون عن وسيلة تجعل مدخراتهم أكثر فاعلية! 

تقدّم المحفظة الاستثمارية هذا الدور، فهي تشبه خزانة متعددة الأقسام توضع فيها الأصول المختلفة بحسب الهدف الزمني وقدرة صاحبها على تحمل المخاطر. 

في هذا المقال؛ سنتعرف معًا إلى مفهوم المحفظة الاستثمارية، وكيفية فتحها خطوة بخطوة، وأهم الجوانب التي تجعلها أداة عملية تحمي أموالك وتمنحها فرصًا للنمو..

المحفظة الاستثمارية: ما هي وكيف تبدأ الاستثمار بها من الصفر؟
المحفظة الاستثمارية: ما هي وكيف تبدأ الاستثمار بها من الصفر؟

ما هي المحفظة الاستثمارية ولماذا تحتاج إليها؟

المحفظة الاستثمارية ببساطة هي مثل سلة تجمع فيها أنواعاً مختلفة من الاستثمارات: أسهم، سندات، أو صناديق استثمارية. يُساعد وجود هذه السلة على إدارة الأصول بشكل متوازن يقلّل من الخسائر المحتملة؛ فإذا خسر أحد الأصول قيمته، قد يعوض أصل آخر الخسارة.

لهذا يحتاج كل من يرغب بالاستثمار إلى محفظة، لأنّها تنظّم أموالك وتوزّعها بطريقة أكثر أمانًا من وضعها كلها في استثمار واحد.

الفرق بين المحفظة الاستثمارية والحساب الاستثماري

يخلط كثيرون بين الحساب الاستثماري والمحفظة الاستثمارية. الحساب الاستثماري يُشبه حسابك البنكي؛ تدخل الأموال وتخرج منه فقط. أمّا المحفظة فهي الخطة الكاملة التي تُوزّع فيها هذه الأموال: كم ستضع في الأسهم، وكم في السندات، وكم في أدوات أخرى؟

لنفترض أنَّ لديك حساباً فيه 50 ألف ريال؛ هذا حساب استثماري. لكن إذا قسّمت المبلغ إلى 20 ألف في الأسهم، و15 ألف في السندات، و15 ألف في صندوق عقاري، فهذا هو معنى المحفظة الاستثمارية.

ما هي أفضل محفظة استثمارية؟

لا توجد محفظة واحدة تناسب جميع المستثمرين، حيثُ تعتمد على شخصيتك وأهدافك. فإن كنت في بداية حياتك العملية، قد يناسبك وضع نسبة أكبر في الأسهم لأنها تنمو مع الوقت. أما إذا كنت قريباً من التقاعد، ستبحث غالبًا عن استثمارات أكثر استقرار مثل السندات أو أدوات الدخل الثابت. لذلك، المحفظة الأفضل هي التي تجمع بين:

  • مستوى يناسبك من المخاطرة.
  • عوائد منطقية تحقق أهدافك.
  • تنويع يخفف من الصدمات الاقتصادية.

وينصح الخبراء بتوزيع الأموال بين عدة أنواع من الأصول، مثل الأسهم والسندات والنقد حتى تحمي نفسك من تقلبات السوق.

طريقة فتح محفظة استثمارية خطوة بخطوة 

أصبح فتح محفظة استثمارية اليوم أسهل من أيّ وقت مضى عبر التطبيقات البنكية أو المنصات الاستثمارية المرخّصة. ما عليك سوى: 

  1. اختيار بنك أو وسيط موثوق.
  2. تسجيل بياناتك ورفع الهوية والعنوان.
  3. انتظار التحقق من المستندات، وغالبًا يتم خلال ساعات.
  4. بعد الموافقة، تُحوّل المبلغ الذي ترغب باستثماره وتبدأ في شراء الأسهم أو الصناديق.

شروط فتح محفظة استثمارية للمبتدئين

أغلب البنوك والمنصات تشترط أن يكون لديك: 

  • إثبات هوية ساري وعنوان إقامة مثبت.
  • حد أدنى للإيداع قد يبدأ من بضع مئات وحتى آلاف الريالات حسب الوسيط.
  • إقرار بالمخاطر، وهو نموذج بسيط لتحديد مدى تقبلك للمخاطرة.
  • بعض الوسطاء يطلبون اختبار مالي قصير للتأكد من أن المستثمر يفهم طبيعة الأدوات المالية التي سيتعامل معها.

هل هناك رسوم على فتح المحفظة الاستثمارية؟

يكون عادةً فتح المحفظة مجاني، لكن التكاليف تظهر في الخطوة التالية. فقد تدفع:

  • رسوم تداول عند شراء أو بيع الأسهم.
  • رسوم إدارة إذا اخترت صندوقًا استثماريًا يُدار باحتراف.
  • رسوم خفية مثل فارق الأسعار أو تكاليف التحويل الدولي.

لذلك، قبل فتح محفظة تأكد من قراءة جدول الرسوم لدى البنك أو المنصة لتفادي المفاجآت.

مثال عملي: المحفظة الاستثمارية في بنك الراجحي 

المحفظة الاستثمارية في بنك الراجحي هي وسيلة آمنة ومرنة لإدارة أموالك، حيث يتيح البنك فتح محفظة استثمارية إلكترونيًا بالكامل دون الحاجة لزيارة الفرع، مع منتجات متنوعة متوافقة مع الشريعة الإسلامية.

أنواع محافظ الراجحي الاستثمارية 

  • محفظة المكسب: تركز على الربح من تقلب السوق (شراء وبيع) لتحقيق عائد مرغوب.
  • محفظة العائد: تعتمد الاستثمار طويل الأجل لاستخلاص دخل إضافي شهري.
  • المحفظة المختلطة: توازن بين العائد والمكسب، وتناسب المبتدئين الذين يرغبون بتجربة استثمار متنوع دون مخاطرة كبيرة.

خطوات فتح المحفظة عبر الإنترنت 

تُفتح المحفظة إلكترونياً بالكامل، وهو ما يسهل على الأفراد البدء فوراً بالاستثمار. لذا: 

  1. ادخل إلى موقع "الراجحي المالية"، واختر "تداول الراجحي".
  2. سجّل كمستخدم جديد وأدخل بياناتك الشخصية.
  3. أدخل رمز التحقق الذي تتلقاه عبر الرسائل النصية.
  4. اقبل الشروط واختَر نوع المحفظة (فردي أو أعمال)، ثم اختر اللغة (مثل العربية).
  5. إيداع المبلغ الأولي المطلوب (عادةً يبدأ من 1000 ريال فقط).
  6. بعد التفعيل، يمكنك مباشرة شراء وبيع الأسهم أو الاشتراك في الصناديق الاستثمارية.

المحفظة الاستثمارية وصندوق الاستثمارات العامة (PIF)

يدير صندوق الاستثمارات العامة السعودي أحد أكبر المحافظ الاستثمارية في العالم. إذ تعمل استثماراته على تحقيق أرباح قصيرة المدى، وتمتد أيضاً لمشاريع ضخمة في التقنية، الطاقة المتجددة، السياحة، والبنية التحتية، بهدف تنويع الاقتصاد الوطني.

وعلى الرغم من أنّ الصندوق يُدار على مستوى الدولة، إلا أنّ أثره يصل إلى الأفراد عبر:

  • إطلاق صناديق استثمارية فرعية، يمكن للمستثمرين الاشتراك فيها عبر البنوك.
  • رفع سيولة السوق السعودي وتوسيع خيارات الاستثمار.
  • خلق قطاعات جديدة تتيح فرصاً للاستثمار الفردي في المستقبل.

إدارة المحافظ الاستثمارية وتوزيع الأصول

تعني إدارة المحفظة كيف تنظم استثماراتك بما يتناسب مع أهدافك المالية وشهية المخاطرة. لذا ابدأ بتحديد:

  • أهدافك المالية: حدّد ما تسعى لتحقيقه عبر المدى القريب والمتوسط والبعيد (مثلًا: 3 سنوات، 3-10 سنوات، أكثر من 10 سنوات).
  • درجة المخاطرة التي تريحك: فالعائدات العالية غالبًا ما تأتي بمخاطر أكبر، بينما السندات تقلل التقلبات وتعزز الاستقرار.
  • أفقك الزمني: تأكد أن توزيع استثماراتك يعكس توقيت أهدافك؛ فاستثمارات قصيرة الأجل تختلف عن طويلة الأمد.
  • نوع أصولك: الأسهم، السندات، النقد، وربما الذهب أو السلع.


قد يعجبك أيضاً: استراتيجيات لزيادة الأرباح في سوق الأسهم


تنويع المخاطر

يحميك التنويع عندما تتراجع فئة ما من الأصول. مثلاً، إذا انخفضت الأسهم، قد ترتفع السندات، مما يمنع خسائر كبيرة.

ويعتمد اختيار التوزيع على مدى تحملك للمخاطرة: 

  • أصول النمو: مثل الأسهم والعقارات، عالية الربح والمخاطرة.
  • الأصول الدفاعية: مثل النقد والسندات، مستقرة لكنها بعوائد أقل.
  • الأصول البديلة: مثل السلع أو صناديق خاصة. 


قد يهمك: أفضل منصات التداول


كيف تبني محفظتك؟ خطوات عملية لبناء محفظة استثمارية ناجحة 

لا تحتاج أن تكون خبيرًا ماليًا لبناء محفظة، فقط اتبع هذه الخطوات البسيطة التالية:

1- تحديد الهدف أولاً 

هل تستثمر للنمو على المدى الطويل، أم تبحث عن دخل ثابت شهري؟ هذا الهدف هو ما يحدد باقي الخيارات.

2- اختيار الحساب المناسب 

اختر نوع الحساب المناسب للاستثمار؛ بعض الحسابات تُستخدم للشراء والاحتفاظ، وبعضها للمضاربة. 

3- تحديد أدوات الاستثمار

اختر الاستثمارات وفق تحملك للمخاطر، مثل:

  • الأسهم: جزء صغير من ملكية الشركة، قائمة على توقع ارتفاع السعر.
  • السندات: قروض تُسدد بفائدة، أكثر أمان لكن بعائد أبطأ.
  • صناديق الاستثمار: أدوات تضم مجموعة من الأسهم أو الأصول، وتُتابع مؤشرات أو صناعات معيّنة، وغالبًا برسوم أقل.

4- وزّع الأصول 

حدّد التوزيع الأمثل للأصول بحسب تحملك للمخاطر وخططك؛ هناك أنماط شائعة:

  • الدخل الثابت: تركيز على السندات، لمن يتجنب المخاطرة.
  • المعتدلة: مزيج من السندات وبعض الأسهم ذات توزيعات أو أصول بديلة مثل الذهب.
  • المتوازنة: نحو نصف السندات ونصف الأسهم العالمية، مع بعض البدائل.
  • النمو: تركيز كبير على الأسهم العالمية مع بضع أدوات بديلة.
  • الاندفاعية جدًا: أغلب المحفظة في أسهم النمو، لمن يقبل تقلبات عالية هادفًا نمو رأس المال.

5- مراقبة المحفظة 

راقب المحفظة وأعد التوازن عندما تتغير النسب، لأن تغير أسعار الأصول يُبدل النسب، وقد يتغير وضعك المالي أو تحملك للمخاطر مع الوقت. (مثلًا إذا نمت الأسهم كثيرًا فأصبحت تمثل نسبة كبيرة، فابدأ بنقل بعضها إلى السندات أو النقد). 


اقرأ أيضاً: سوق الأسهم السعودي: فرص الاستثمار الواعدة


باختصار؛ كل ما تحتاجه لبدء استثمارك هو محفظة منظمة وآمنة. اختر وسيطًا موثوقًا، ابدأ بخطوات صغيرة، نوّع استثماراتك، وتذكّر دائماً: لا تضع كل أموالك في أصل واحد


افتح محفظتك الأولى الآن، ولا تدع خططك تبقى أفكارًا مؤجلة. وللاطلاع على مواضيع أوسع، اقرأ مقالاتنا الأخرى التي صممناها لتزويدك بكل ما تحتاجه في عالم الاستثمار..

تعليقات